الشيخ صباح السالم المبارك الصباح
هو الحاكم الثاني عشر لدولة الكويت، تولى مقاليد الحكم في 24 نوفمبر عام 1965 إلى أن توفاه الله في 31 ديسمبر عام 1977.
ولد الشيخ صباح السالم في 28 نوفمبر عام 1915 وتلقى رحمه الله تعليمه وفقاً للمناهج التقليدية آنذاك حيث مكنه المدرسون من اتقان القرآن الكريم واللغة العربية وآدابها، واتسم برجاحة العقل والصراحة والصدق ونقاء الضمير، وكان نموذجاً للتواضع والأخلاق والاستقامة ولم يسع للحصول على أي امتيازات ومزايا خاصة كما لم يؤثر منصبه كحاكم على شخصيته.
حرص رحمه الله على تبني قضايا لم الشمل العربي والاسلامي وكان حريصا على المشاركة بفاعلية في التنمية الاجتماعية والاقتصاديه للدول العربية. وكان له دورا فاعلا في المحافل الدولية حيث كان أول أمير كويتي يزور البيت الأبيض في واشنطن عام 1968 كما كان أول حاكم كويتي يقوم بجولة موسعة في منطقة الخليج العربي.
احترم الامير الراحل الدستور وبذل قصارى جهده في تطوير وتنمية الكويت اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، وعمل على مد جسور العلاقات الطيبة مع مختلف دول العالم. ولم تصرفه مشاغله الكبيرة عن واجباته ليكون والدا عطوفا ناجحاً لاسرته الصغيرة كما لاسرته الكبيرة الكويت.
محطات في مسيرة الراحل
-
-
- أسس الشيخ صباح السالم الصباح دائرة الشرطة عام 1955 وكانت نواتها 80 شرطيا واتخذت من .ساحة الصفاةمقرا لها
-
-
- تولى رئاسة دائرة الصحة العامة عام 1959
- عين اول وزير للخارجية في تاريخ دولة الكويت بالوزارة الأولى في 17 من يناير سنة 1962
- تولى منصب ولاية العهد في 22 أكتوبر عام 1962
:منإنجازات الامير الراحل
تميز عهد الشيخ صباح السالم الصباح بجملة مشاريع عملاقة حضيت بإهتمام الراحل ومتابعته بشكل كبير.
:اولها
جامعة الكويت التي طرحت في البداية كفكرة عندما تم تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء في عام 1962 وكان حلمه أن ينشأ جامعة حديثة تجمع نظامي التعليم الإنجليزي والمصري على حد سواء، وقد تم افتتاح الجامعة في نوفمبر عام 1966 و ألقى رحمه الله كلمة في يوم الافتتاح عبر فيها عن رؤيته للدور الذي يمكن أن تنهض به هذه الجامعة في الحياة الكويتية وقال في كلمته (أن جامعة الكويت التي نحتفل بافتتاحها اليوم ليست سوى هدية تقدمها الحكومة لشعبها المخلص، ونحن نعى تماماً أن الجامعات في كل أنحاء العالم ما هي إلا ينابيع علم ومصانع لإنتاج الباحثين والعلماء).
وفي اطار تأكيده على ارتباطه المتواصل بقضايا الجامعة، حرص على المشاركة شخصيات في الاحتفالات التي تقام سنوياً لتوزيع الجوائز والشهادات على الخريجين، كما أوزع الى أبنائه الشيخ علي الصباح ، والشيخه حصه الصباح والشيخه شيخه الصباح بترك كلياتهم في انجلترا والالتحاق بجامعة الكويت في بلدهم الحبيب.
ثانيا :
إنشاء منطقة سكنية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود وتوفير 4000 وحده سكنية مجهزة ببنية تحتية كاملة تشمل المدارس والعيادات ومراكز الشرطة والمساجد والحدائق العامة وسميت هذه المنطقة بضاحية صباح السالم تيمنا باسمه .
ثالثا:
أما المشروع الكبير الثالث الأقرب على قلبه فهو انشاء مبرة الشيخ صباح السالم المبارك الصباح ،فقد أصدر الأمير في الرابع من شهر يناير عام 1976 مرسوما اميريا يحدد فيها الأسس اللازمه لانشاء المبرة ويرسم أهدافها وقد تم الافصاح عن دوافع الأمير في مقدمة المرسوم التي أكدت على اقراره (بما انعم الله علينا) وأشارت إلى أن انشاء المبرة يأتي (انسجاما مع قناعتنا بأن للمحتاجين حقاً في ثروتنا، وكبادرة للتعبير عن تشجيعنا للطلاب المتفوقين لمواصلة دراستهم العليا والجامعية، ولدعم فنانينا وأدباءنا واتاحة الفرصة أمامهم للإبداع). وقد ساهم الأمير الراحل بمبلغ 2.1 مليون دينار كويتي من نفقته الخاصة ليكون رأس مال المبرة حيث وفر لهم:
- بعثات دراسية للطلبة المتفوقين من الكويتين والعرب الاخرين من اجل مواصلة دراساتهم العليا.
- بعثات دراسية الابحاث.
- جوائز للانجازات البارزة في مجال الفن والادب .
- مساعدات لمعاهد البحث والتدريب.
ومن ثم عين الأمير الراحل شخصياً بصفته رئيساً للمبرة أعضاء مجلس الأمناء .و واصلت المبرة نشاطاتها منذ عام 1976إلى الآن دون انقطاع حرصا من القائمين عليها الان بتنفيذ وصية المغفور له بمساعدة طالبي العلم.
محطات في رحلة العطاء:
كانت القضايا العربية والاسلامية تحظى باهتمام الامير الراحل ومتابعته ، وعمل على تأسيس أربعة صناديق تم تمويلها بالكامل بهبات كويتية سخية.
: أولها
الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في عام 1962 بهدف تمويل المشاريع الاقتصادية والاجتماعية في البلدان العربية.
ثانيا:
الصندوق العربي للمساعدة الاقتصادية والاجتماعية ومركزه الكويت التي تساهم بـ 25 % من رأس ماله لتقديم كل التسهيلات للدول العربية دون تدخل من قبل السلطة الكويتية.
ثالثا:
الصندوق الكويتي الثالث هو المكتب الخاص للمساعدة الاقتصادية للخليج واليمن الذي يتمتع بميزانية منفصلة، وقد تحدد دور صندوق الخليج واليمن في تقديم المساعدة لتحقيق الرفاه الاجتماعي في مجال التعليم والاعلام والصحة والبنية التحتية للإسكان.
رابعا:
الصندوق الاحتياطي للأجيال القادمة الذي ظهر إلى الوجود عام 1976 كنتيجة للفائض من عائدات النفط، حيث يتم تحويل 10 % من مداخيل الكويت النفطية سنوياً بشكل تلقائي إلى الصندوق لتحقيق هدفين أولهما يتمثل في اضفاء التنوع على الاقتصاد الكويتي، وثانيا: تأمين مصدر دخل دائم للرخاء عندما تتناقص احتياط النفط الكويتي.
